اعلان ادسنس

آخر الأخبار

مواعيد سوبر جيت 2025 من القاهرة إلى المنيا وملوي وأبو قرقاص: دليلك الشامل للسفر

مارلينو للدهانات ولدت عملاقة " وكتيبة الابداع بالشركة تستعد للانطلاقة الكبري/ صنع في مصر

لبيب يكشف حقيقة ما حدث في مصنع وردة تكس وهنا الصعيد تعقب

وليد نفادي مرشح المحليات يوجه اقوي رسلة لرئيس مجلس مدينة ابوقرقاص عبر برنامج هنا الصعيد

مواعيد أتوبيس السوبر جيت من القاهرة إلى الإسكندرية - اسعار التذاكر 2025: دليل شامل ومحدث

بـ400ج في اليوم /وظائف عمال و فنين بشركة جلوبال بروجكتس

بعد تجربتة الشخصية بها / كاتب " ابليس اين انت " يكشف العالم الخفي لسجون مصر في كتابة القادم " أدب السجون "

مصطفى زلوم يكتب: عندما كانت الصلاة رجزاً من عمل الملائكه !!

انفراد/ ايجيبت لتطوير وصناعة الدهانات " اول كيان عربي يجمع رموز المجال " برئاسة عبد المعطي " ينطلق من القاهرة قريبا

مصطفي عبد الرحمن نائب كيم ارت للدهانات : (ون شوت ) فكرة مصرية للمستقبل يغزو بها المنتج الوطني العالم

مصطفى  زلوم يكتب : ولو كان السعدني رقاصة!!




مصطفى  زلوم يكتب : ولو كان السعدني رقاصة!!

مرت على عالم الصحافة أمس ذكرى وفاة الكاتب العملاق الأستاذ الساخر العبقري عمنا محمود السعدني وكأنها لم تكن! وكأن الرجل لم يمر يوما بشارع الصحافة ولم (يسطح) على قطار الصحافة ولم ينحني على بلاطها يغسله ويمسحه بكلتا يديه وهو واضع عقب السجارة على جانب فمه ومشمر سرواله إلى ركبتيه وكوب الشاي (الحبر) ينتظره على المنضدة!

المنضدة التي لم يرسل السعدني يده من تحتها أبدا؛ بل دائما كانت يداه من أعلى مرفوعتان واحدة بالقلم والأخرى بالحذاء! فإما أن تكون عظيما فيهديك أغلى ما كان يمتلك .. وهو القلم؛ أو أن تكون (فسلا) تافها فيقذفك بالحذاء؛ ثم يظل طوال الوقت يضحك من الأعماق على منظرك؛ ثم يضحك عليك (طوب الأرض)!!
محمود السعدني الكاتب الساخر النظيف؛ والذي دخل سجون مصر العتيقة ثلاث مرات في تهم متباينة؛ فمرة لأنه شيوعيا ومرة لأنه (لسانه طويل) ومرة لأنه من مراكز قوى! وقد سخر كثيرا رحمه الله من التهمة الأخيرة غير أني أراه فعلا من مراكز القوى! فالسعدني هو أقوى صحافي وأجرأ قلم وأطول لسان وأشهر ساخر وأطيب قلب وأصفى سريرة وأنقى طوية. فلماذا لا يسجن؟ لابد للسعدني أن يكون مركز قوى وثقل وتوازن أيضا؛ ومن الرواسخ الشامخات في عصر يميد بالمهنة وبأربابها من المتنطعين والأرزاقية وأهل السبوبة وغاويي الشهرة وطالبي التلميع!

الولد الشقي الذي اتعب من جاء بعده؛ بعدما رسم البسمة على شفاه قرائه. وسحر الملايين بسلاسة أسلوبة وصعوبة منهجه. الولد الشقي الذي كاد أن يدخلني (أنا) شخصيا (السرايا الصفرا) بعدما علم عني الكثيرون أنني أضحك من أعماق أعماقي وأنا جالس بمفردي لا أحد معي. اللهم إلا كتابا في يدي أقرأ فيه تارة وأضحك تارات؛ وربما أبكي أيضا. فمآسي الولد الشقي كانت لا تنتهي؛ وأوجاعه كانت ندوبا وجروحا غائرة وبارزة على الورق؛ ربما كانت تنزف دما أمامي وأنا أقرأ؛ بل ويسيل نزيفها من بين السطور!

محمود السعدني ناظر مدرسة الساخرين وعمدة الحكائين وقائد كتيبة المضحكين العظماء الذين عاصرهم وعاصروه على قهوة عبدالله أو في قهوة كتكوت أو بميدان الجيزة ركن الدنيا وكعبة المحب العاشق السعدني. والذي لو شققتم صدره لوجدتم بداخله خريطة مرسومة بخط اليد لحواري وأزقة و(دخانين) الجيزة العتيقة؛ والتي أكلت من قدميه وأخذت أشجارها من لحم جسده وهو يتسلقها ليحصل على ثمار (الجوافة) قبل أن يأتي أحد من الصبية؛ ثم السعدني الشاب الصحافي بالأسم؛ والكاتب بالنية؛ والموظف بدعاء الوالدين؛ والسجين بأمر الدولة والمتشرد -فيما بعد- بقرار جمهوري رسمي.
 وفي جميع أطواره هو حبيب الغلابة ولسان المهمشين وسفير الباعة المتجولين وأصحاب الصنعة وأصحاب المرض. فقد صادق (ريعو) نادل قهوة كتكوت البسيط؛ وجالس صدام حسين؛ واقتسم السيجارة مع المعلم (هوت هوت) وأشعل سيجارا بحضرة القذافي؛ ونام على أسفلت سجن أبي زعبل؛ وقضى عطلة نهاية الأسبوع بالريفيرا. جمع المتناقضات من أطرافها والأعاجيب من أفواه حكت له كل شيء؛ فكون تراثا شعبيا وقصصيا قلما جمع مثله غيره؛ فكان السعدني أوسكار أويلد مصر وبرنارد شو العرب ومستر بين المتكلم؛ والذي تفوق على غيره ألف خطوة. وعلى كعبه ألف ياردة؛ وكتب لذاته وأدواته التعويذة الغامضة التي ضمنت له البقاء في قلوب من عاشروه؛ ومن لم يعاشروه ومن لم يعاصروه؛ ومن لم يعرفوه!

وبغض النظر عن غض البصر والبصيرة وعمى القلوب الثقيلة السميكة عن ذكرى وفاته والتي كانت الأربعاء الرابع من مايو آيار سيبقى السعدني الكاتب والصحافي وصاحب القلم اللاذع والرأي الراشد والرؤية الثاقبة علما على عالم الصحافة. وبوابا على أبوابها يسمح بدخول من يشاء؛ ويوصد الأبواب في وجوه عكرة أرادت بزج اسمها عنوة وفي غفلة من أصحاب الذوق الرفيع. رحم الله عمنا وعمدتنا وأستاذنا وأستاذ ثلاثة أجيال مضت ولازالت .. وأجيال كثيرة تأتي!

اخبار البلد

اخبار البلد تهتم بكل اخبار مصر السياسية والاجتماعية والرياضة والصناعية والاقتصادية

إرسال تعليق

اترك رسالتك وسنرد عليك في أقرب وقت ممكن

أحدث أقدم
اعلان ادسنس اول المقال
اعلان ادسنس نهاية المقال
اعلان ادسنس بعد مقالات قد تعجبك

نموذج الاتصال