خداع د/ خليل أبو زيد مفجر الثورة للانجليز حول ديرمواس الى «بلد الدم والعسل».
الناشر :مسافر - Traveler-
جاء الإنجليز وحاصروا دير مواس بالأسلحة والجمال والكرابيج، وكانت القوات البريطانية عازمة على أن تمثل بأهل القرية الذين تجاوزوا خطوطها الحمراء، فتم حصار دير مواس، ولم يكن أحد من الإنجليز يعرف وجوه المطلوبين وفقا للقائمة التى سرّبها لهم أحد الأشخاص الخائنين، فلم يكن لديهم سوى أسماء الثوار فقط، ودخل قائد القوات الإنجليزية إلى القرية وهو يتحدث بالإنجليزية، ولم يكن أحد من أهل القرية يتحدث بلغتهم سوى الدكتور خليل أبو زيد، الذى قابل القائد قائلا: «إنتو عايزين إيه؟ فرد القائد: «إحنا جايين نقبض على المجرمين والثوار»، ولأن خليل كان ذكيا فقد أقنع القائد بأن يُطلعه على قائمة الأسماء المطلوبة، حتى يدله عليهم، فقرأ القائمة عدة مرات حتى حفظ الأسماء المطلوبة، ثم بعد أن اطمأن من أنه حفظ كل الأسماء المكتوبة فى القائمة، قال للقائد الإنجليزى: «أهل القرية فلاحين بيروحوا للغيطان الصبح ويرجعوا المغرب، فلو دخلتوا دلوقت مش هتلاقوا حد والأفضل إنكم تدخلوا بالليل عشان كلهم هيكونوا رجعوا من شغلهم»، فاقتنع القائد بكلام خليل، وشكره على هذه النصيحة الغالية ووعده بمكافأة كبيرة، وفى الليل دخل الإنجليز القرية واكتشفوا الخدعة وأن خليل الموجود على رأس قائمة المطلوبين هو الذى كان يحدثهم ويقدم لهم المشورة. وأنه هرب وقام بتهريب كل المطلوبين من الثوار وأهل القرية، فشاط الإنجليز وحاصروا القرية وأوقعوا بأهلها أشد أنواع التنكيل والتعذيب، وكانوا يعتدون على النساء ويحرقون المنازل، حتى «بلاصات» العسل والسمن التى كانت موجودة فى بيوت الفلاحين كسروها، وكانت المرأة تستدرج الجندى الإنجليزى إلى أعلى سطح المنزل وتحتضنه وتلقى بنفسها وبه من فوق السطح، وهى عمليات استشهادية كمحاولة للدفاع عن شرفها وتفضيل الموت عن النيل منها، فتختلط دماء النساء والجنود بالعسل والسمن، فأطلق على دير مواس «بلد الدم والعسل»