اعلان ادسنس

مصطفى زلوم بكتب / رومانسية الصراع .. وصراع الرومانسية 

رومانسية الصراع .. وصراع الرومانسية
شاق جدا على النفس البشرية المجردة أن تصطدم بالعطاء المطلق الذي بلا حدود! فتطالب النفس المجردة بحقها. بينما يصر العطاء الهادئ على أن يثبت مكانه تحت أقدام الذين يحتاجون عطاءه الحاني!
إنه صراع ما بين الرغبة النفسية الأنانية الجامحة؛ والعطء السخي الجامح أيضا؛ في حلبة مظلمة لا يكاد كل منهما أن يرى الآخر من شدة الغبار المثار والذي يمﻷ الجو. بينما المحتاج ملق تحت الأقدام يمد يده لكل منهما مرة .. ولا من مجيب!
فالعطاء الآن يمر بمرحلة مفصلية في حياته التي أمست قصيرة. قبل ذهاب العمر؛ والنفس تريده أن يكون معها؛ لكن العطاء حتى لو أشعرها للحظة أنه معها فقلبه مع تلك الشجرة اليابسة التي يرعاها بقلبه المملوء بالحب الذي انتهجه واكتفى به بديلا عما سواه من أحاسيس أخرى. فيحاول جاهدا أن يبقيها على قيد الحياة "مرتاحة" ما تبقى لها من سويعات قليلة فقيرة المشاعر؛ ولا يتحمل أن يراها يوما "خشبة" ميتة تلتهما النيران!
والنفس المجردة تريد إنقاذ ما يمكن إنقاذه لهذا العطاء السخي الوديع الجامح؛ والذي في ثورة عطائه نسي شيئا هاما جدا.. وهو أن يعطي نفسه ولو القليل مثلما ضيع ما فات تحت الرفات! هنا تقف النفس على الحياد بين طريقين كلاهما يؤدي لنهاية معروفة مسبقا.
 وربما العطاء يغفلها؛ أو يتغافل عنها!
محاولة إنتشال العطاء المطلق من طريق النهاية مثل محاولة إجهاض عذباء من حمل سفاح. مع عدم مراعاة أن إنقاذها سيترتب عليه قتل نفس بداخلها. وإفراغ رحم من ثمرة هي كل محتواه.
هنا تكون الحيرة؛ والتي تولد الكآبة؛ ومنها يولد الصبر المحتم للصمت المطبق الطويل! معادلة لن يستطيع أعظم العلماء التوصل إلى فك رموزها وترجمة طلاسمها والوصول بها إلى الإجابة النموذجية المستحقة أعلى الدرجات.. وفي النهاية ستجد أن العطاء يمكنه أن يعطي الحب الجارف؛ فلا تنس أنه من مكوناته الأساسية المؤدية لما هو عليه الآن! لكن هل يستطيع الحب النفسي المجرد الأناني الأركان والاتجاهات الأحادي المنطق والمرجع أن يعطي بقدر حبه ورهافة حسه؟؟!!
 ذلك هو أصعب سؤال قد تمر به في خضم هذا الصراع الدراماتيكي الكلاسيكي الهادئ التقاسيم الثائر الروح الوثاب الرمي .. وتستمر الحياة!
#مصطفى_زلوم

اخبار البلد

اخبار البلد تهتم بكل اخبار مصر السياسية والاجتماعية والرياضة والصناعية والاقتصادية

إرسال تعليق

اترك رسالتك وسنرد عليك في أقرب وقت ممكن

أحدث أقدم
اعلان ادسنس اول المقال
اعلان ادسنس نهاية المقال
اعلان ادسنس بعد مقالات قد تعجبك

نموذج الاتصال