كتبتُ كلماتِ خفيفات عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، ولم أعر
لمداها إهتماماً ، إلا أننى فوجئت بكثير يشكرها لحُسن صياغتها
وسلاستها ولأنهم وجدوا فيها الجسر الذى لطالما حلُم به الكثير
لتعبر عليه أفكار غُلت وراء أقفاص الصدور .
فإمتدحها البعض وهمس بعضهم فى أذنى لما لا تكتب للعامة ليصل
مقالك لملايين البشر لا لألوفهم ؟
ونعتنى البعض بأنى كاتب ماهر ، فسكنت كلماتهم عقلى
وتحسست
أدواتى وتناولت قلمى ودفترى لأدون أولى مقالاتى بصحبة مكتبتى
الصغيرة .
إلا أننى وحين رأيت سهاد الليل يكسو الكون ، طُمست معه عينى
خِيفة أن أكون ممن يُمتدح ليهلك ! فأطفأتُ مصباحى وإنصرفت
متدبراً أمرى ، إلا أن هوى الكتابة كان يترقرق كحبات الندى على
قلبى فإنطاع قلبى لخوض التجربة .
وفى اليوم الثانى وبعد أن رفع الليل ستائره وإنجلى ظلامه الكاحل
، وعند جلوسى على إحدى المقاهى لتناول فنجاناً من القهوة
أتفكر
فى أمرى بين خوف وحُزن على ما إنتابنى من عجزً فى قِلة
الحيلة
.
وإذ بهاتف يلهمنى أن أجرى إتصالاً مع أستاذى خليل بك أبوزيد
الإعلامى والصحفى المعروف وعرضت عليه الأمر، وفاجئنى
بترحابه الشديد لأحظى بشرف الكتابة على موقع برنامجه
الخاص (هنا الصعيد) .
وبعد أن أنهيتُ مكالمتى تفحصت رجلاً كان يجلس على ذات
المقهى يروى لصديق له بصوت مرتفع عن موقفاً حدث لثالثهما
مفاده أن الثالث كان فى حيرةِ من أمره فى أحد الأمور فإذا به
يرى أمام ناظريه قول الله تعالى " أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا
" ، وحينها تفائل قلبى وأمسكت بقلمى وأنتويت أن تكون أولى
كتاباتى هى قصتى مع تلك الآيه ، لتتفائلوا ولتركضوا نحو النجاح
ولتتمسكو بأحلامكم ، ولتعلموا أن أكبر عدوا لكم هو الخوف
والحزن ومن قهرهما بداخله فهنيئاً له ، .